الطب البديل والتكميلي
تُمارس دول العالم أجمع عدة ممارسات شعبية في مجال الطب والاستشفاء والمعالجة. وقد يطلق عليها مسمى(الطب الشعبي) كما يشار إليها بمسميات متعددة ومنها: الطب الأصيل، الطب الموازي، الطب الطبيعي، الطب المقارن، الطب التقليدي، وغالبا ما يعرف بالطب البديل أو الطب المكمل(التكميلي).
ويمثل الطب الشعبي موروث الآباء والأجداد والذي يلجأ إليه ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان العالم لعلاج أمراضهم، ويعتمد على علاجات وطرق المفترض أنها آمنة باعتقاد من يلجأ إليها، ومجربة على ملايين البشر منذ آلاف السنين.
ويشير الطب البديل إلى مجموعة من الممارسات الطبية، التي تعتمد لشفاء المرضى على ثلاثة أمور: حث القدرات النفسية والجسدية والروحية بمزاولة الرياضة والراحة والاسترخاء، واللجوء إلى وسائل الطبيعة للعلاج، كالشمس والهواء والماء والمعادن والأعشاب، والاستفادة الموثقة من الطب الشعبي في مختلف بلاد العالم كالوخز بالإبر وغير ذلك.
وتُعرّف منظمة الصحة العالمية (WHO) الطب البديل والتكميلي على أنه ” مجموعة من المهن الصحية المبنية على علم طبي قائم بذاته لكل منها، معتمدة على التشخيص الدقيق من خلال الفحص الشامل، ومراعاة الحالة النفسية والعقلية إضافة للحالة الجسدية، مطبقة المبادئ العلاجية لكل منها، وقد يستخدم الماء والكهرباء والأشعة والليزر والحرارة والتدليك والمعالجة اليدوية والأعشاب والزيوت الطبية، والأدوية الطبيعية “(WHO, 2002.)
وبحسب المركز الأمريكي الوطني للطب البديل والتكميلي (NCCAM) فإنَّ الطب البديل التكميلي يُعرّف بأنه “مجموعة طبية متنوعة من أنظمة الرعاية الصحية والممارسات والمنتجات الَّتي لا تعتبر جزءاً أو امتداداَ للممارسة الطبية الحديثة. ويستعمل الطب التكميلي جنباً إلى جنب مع الطب الحديث، بينما لا يكون هناك استعمال للطب البديل مع الطب الحديث في آن واحد. وقد نجد أنَّ بعض مقدمي الخدمات الصحية يستعملون الطب البديل والتكميلي إضافة إلى الطب الحديث” (NCCAM, 2004).
وبالرغم من وجود دلائل علمية بخصوص بعض أنماط المعالجة بالطب البديل والتكميلي، إلا أنَّ هناك نسبة كبيرة من هذه الممارسات لا تزال محل التساؤل، ولا يمكن الإجابة على التساؤلات إلا من خلال التجارب العلمية الدقيقة، ومن ذلك على سبيل المثال أمان المعالجة وآلية تأثيرها في الأمراض وفائدتها في علاج الحالات الصحية التي وُصفت لعلاجها.